Friday, November 2, 2007

ظـــــــلال الماضى



************************************
المكان: شقة الدكتور محمد سعيد صالح - الصالون

الزمان:6/7/2006
***********************************
هشام : مريم انا عايز اقولك...انى بجد على الرغم الفترة اللى عرفنا بعض فيها تعتبر قصيرة...مانا يادوب اتقدمت من شهرين بس...لكن بجد حاسس انى عارفك من زمان اوى...فعلا عمرى ما كنت اتصور ان ممكن جواز الصالونات يعمل حب كده

ابتسمت مريم فى حياء وقالت له:

ايه الكلام الحلو ده كله

هشام فى اخلاص: بجد يا مريم ....اللى بحسه معاكى غير اى احساس حسيته مع اى حد تانى فى حياتى

مريم فى رقة : وانا كمان

انتبه هشام و اعتدل فى جلسته: هو ايه اللى وانا كمان؟؟

قالت مريم فى ابتسامة مرتبكة: يعنى الاحساس اللى حسيته معاك ..غير اى احساس تانى

قال لها هشام فى سخرية غاضبة: اه وهو كان فيه احاااااسيس تانية؟

اعتدلت مريم وقالت : يعنى ايام هبل الجامعة و كده بس صدقنى خلا...

قاطعها وقال لها: استنى استنى ...تصدقى انى اول مرة اسمع عن حوار هبل الجامعة و هطل الجامعة ده

بدأت مريم فى التوتر وقالت : هشام فيه ايه مالك؟؟؟ دى حاجة فات عليها أكتر من 3 سنين ....عادى يعنى زى اى بنت ...اكيد حسيت بميل ناحية حد

قاطعها فى سرعة قاله لها: اى بنت ازاى؟؟؟حددى...بنت محترمة ولا ...؟؟؟

قاطعته فى حدة: هشام تقصد ايه؟؟
اطلق هشام ضحكة عصبية : ههههه لا لا ماقصدش حاجة ....هو انا فتحت بؤى

حاولت ان تمنع نفسها من البكاء وقالت فى تماسك: هشام صدقنى ده موضوع اهبل اوى ....قعد شهور بس .. كنت وقتها فى فى تالتة كلية ...وصدقنى الموضوع ماتعداش سور الكلية ...لا خروج لوحدنا ولا كلام ده...وحسينا بعد كده اننا مختلفين فى حاجات كتير و ...

قاطعها فى هدوء حازم قائلا: انتى بتحكيلى الحواديت دى دلوقتى ليه؟؟؟ النتيجة واحدة يا انسة....انك صاحبتى قبل كده و خلاص

قالت مريم فى ذهول: صاحبت!!!

رد عليها فى سرعة : قوليلى مسمى تانى

بدات دموع مريم تتساقط رغما عنها وقالت: هشام انت مش عارف كلامك جارح اد ايه

التقط هشام انفاسه فى عمق و صمت برهة ثم قال: وانتى مش عارفة انا دلوقتى جوايا ايه

ثم استطرد قائلا: مريم انا لازم امشى دلوقتى

التفتت اليه فى هلع وقالت: هشام انت رايح فين...استنى

رد عليها هشام وهو يكاد يبلغ باب الشقة: معلش مخنوق شوية....سلام

ظلت مريم واقفة مبهوتة فى وسط الردهة دون ان يصدر عنها اى تعبير

" ايه ده يا مريم هو هشام مشى ؟؟؟"

التقطت مريم انفاسها فى عمق وحاولت ان تبدو طبيعية وقالت:

اه يا ماما...اصله عايز ينام ومش قادر يقعد ...عشان صاحى من بدرى

- يمشى كده من غير ما يسلم على حد...اوعو تكونوا اتخنقتوا يا مريم

- لا لا يا ماما اتخنقنا ايه....ده انا كمان بردو كنت بنام على نفسى وانا قاعدة معاه...انا كمان هروح انام عشان الشغل بكرة ان شاء الله

قالتها مريم و اتجهت لغرفتها على الفور و ظلت محملقة فى فراغ الغرفة و دموعها تتساقط بهدوء ..ظلت هكذا مدة طويلة ...تعيد حسابتها

قطع تفكيرها صوت هاتفها المحمول ...هرعت اليه على الفور ...كانت تعلم ان هذه هى نغمة هشام ..كاد قلبها يرقص فرحا ...وقالت فى نفسها :
كنت عارفة انو اكيد هيكبر دماغه...هشام مش ممكن يستغنى عنى

فتحت الهاتف و بكل لهفة الدنيا
هشاام
ايوه يا مريم

ازززيك...لحقت توصل
- الحمد لله
صمت قليلا ...ثم قال فى اقتضاب

ازيك
صدمها صوته البارد وقالت فى صوت مبحوح
الحححمد لله

بقولك عايزك اون لاين دلوقتى

ليه فى حاجة

ادخلى بس

ليه يا هشام؟؟ ..من امتى انا وانت لما بنحب نقول لبعضنا حاجة بنقولها على النت ...ما تقولى هنا و خ...
مريم لو سمحتى ادخلى النت دلوقتى

قالت مريم وهى تجد صعوبة فى خروج الكلمات من شفتيها:
اوك

اتجهت نحو جهازها فى بطىء...وانتابها ذلك الشعور بالغثيان الذى ينتاب المرء عندما يكون مقبلا على امتحان



Hesham_74 :هاى
ReMoZ: كنت عايزنى فى ايييه؟

صمت

Hesham_74 : بصى يا مريم ...انا عمال افكر من ساعة ماسيبتك ...وبجد دماغى خلاص ..قربت اتجنن

صمت

Hesham_74:بصى يا مريم... انتى انسانة طيبة و بجد رقيقة و قلبك طيب و.

Hesham_74 is typing a message

ReMoZ
: هشام يا ريت تدخل فى الموضوع على طول
Hesham_74 : اوك
Hesham_74: مريم احنا ماينفعش نكمل مع بعض ...انا عارف اننا اتعلقنا ببعض...بس صدقينى مش هينفع...مش هعرف اسعدك

ReMoZ: خلاص يا هشام انا مش محتاجة منك اعتذارات عشان شعورك انك مش عايز تكمل معايا ....بس كل اللى انا طلباه منك ..اسباب تخلى القرار ده يطلع منك فى ساعة واحدة بس

Hesham_74: انتى عارفة السبب

ReMoZ: لا مش عارفة

Hesham_74: اوك يا مريم طالما انتى بتلاوعى كده يبقى اقولك عشان الانسة المحترمة بنت الناس اللى انا جيت اخطبها بناء على سمعتها الكويسة و سمعة ابوها...طلعت مصاحبة واحد قبلى ...وياعالم كام واحد قبله و ...

بدات دموع مريم تنهار ووجدت يداها تكتب فى سرعة :
هشام خلاص ارجوك كفاية ...الله يسامحك بجد

Hesham_74: انتى اللى اضطرتينى لكده يا مريم

ReMoZ: خلاص يا هشام ..خلاص

Hesham_74: انا طبعا مش عارف هقول ايه لباباكى

ReMoZ: لا تقول ولا تعيد ...انا هخترعله اى حكاية ..هقول اننا ماتقناش و اختلفنا و خلاص...ماتشلش انت همى....وميرسى اوى على كل حاجة

Hesham_74: قولى اى حاجة ...ماتخافيش انا مش هجبله سيرة..مش هجيب اى سيرة على الموضوع

ReMoZ:سيييييييرة ايه انت صدقت نفسك ولا ايه ....انت فاكرنى ايه..ماتقول اللى انت عايزه ...تصدق الحمد لله ان كل واحد عرف دماغ التانى بدرى بدرى

Hesham_74: اه فعلا

Hesham_74: يلا خدى بالك من نفسك يا مريم ....سلام

Hesham_74 is now offline

ظلت مريم محملقة فى الشاشة ...غير مصدقة ان كل شىء قد انتهى بهذه البساطة....ثم انفجرت دموعها كشلالات متدفقة...واخذت تردد وسط دموعها ...حسبى الله و نعم الوكيل

**********************

سلامو عليكو ازيك يا طنط

وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا داليا يا حبيبتى

ايه طنط مريم مالها مش بترد على الموبايل ليه ...وماجتش الشغل بقالها 3 ايام

يعنى يا داليا مش عارفة اقولك ايه ...بصى انتى مش غريبة بقى ...موضوع هشام اتفشكل و باظ

لييييه يا طنط

معرفش يا بنتى ...انا مش عارفة مالها ...ما كانوا كويسين والواد كان كويس و ماشوفناش منه حاجة وحشة الحق يتقال...هى مرة واحدة كده
دخلت لابوها ...انها خلاص مش عايزاه ...وانها حست انهم مش متفقين مع بعض فى حاجات كتير....وانها خلاص قالت انهت الموضوع مع هشام و انفصلوا

ايه ده يا طنط مش ممكن

والله يا بنتى زى ما بقولك ...ده ابوها زعلان منها اوى...وقالها انها ولا عملاله اعتبار...وقعد يزعق ويقول بقى بعد ما الواد طالع نازل عندنا و الناس شايفينه داخل علينا كل يوم والتانى وهى تنهى الموضوع بالسهولة دى

معلش يا طنط كل شىء بقى قسمة و نصيب ....و الحمد لله ان ماكنش لسه فيه خطوبة رسمى او اشهار لاى حاجة

يلا الحمد لله يا بنتى...هى عين و صابت....الست اللى قدامنا دى ربنا يسامحها..مش سايبة حد فى حاله هى اللى ارت على بنتى ...يلا بقى استغفر الله العظيم...ادخللها يا داليا بالله عليكى ....انا مش عارفة البت دى مال بختها عامل كده ليه؟؟؟ ...دى هارية نفسها من العياط ..طب طالما عايزاه سابته ليه؟؟؟

طب يا طنط انا هدخلها
***************

فور ما ان دخلت داليا و اغلقت الباب خلفها...هرعت مريم اليها والقت بنفسها فى احضانها واجهشت فى بكاء حار
دمعت عينا داليا واخذت تربت على ظهر مريم الملتهب من كثرة البكاء

انا موجوعة اوى يا داليا... اوى

طب احكيلى بس فى ايه ...حصل ايه


قصت لها مريم كل ماحدث....لم تقاطعها داليا قط ...وظل وجهها بدون تعبيرات واضحة .
وبعد ما ان انتهت مريم قالت داليا فى هدوء
: طب ما انتى طبعا غلطانة يا مريم

مريم فى دفاع: هو انتى كمان هتقوليلى غلطانة يا ناس دى كانت حاجة و عدت ووقتها ماكنتش لسه ملتزمة اوى و صدقينى ما حصلش اى حاجة تسيئ ليا او...

قاطعتها داليا فى استخفاف : مش بتكلم على كده يا هابلة

صمتت مريم للحظة ثم قالت: اومال قصدك ايه؟؟

قالت داليا : انتى فعلا هابلة ...بقى فى الذمة حد يعمل اللى انتى عمليته ده...موضوع و خلص ليه تفتحيه

قاطعتها مريم: يا بنتى مافتحتوش من نفسى ...ده كان من ضمن كلام عادى..وبعدين ماهو لازم يعرف كل حاجة عنى

هزت داليا كتفيها قائلة : ويعرف ليه ؟؟..هو انتى عملتى حاجة يعنى تسيء ليكى او ليه ...يا بنتى الحاجات دى ماتتحكيش خالصصص

قالت مريم فى حيرة : داليا انا مقدرش اكون فى حياتى تجربة قبل كده ...واعمل قدامه كأن مفيش حاجة ....انا الشخص نفسه مش فاكراه ومش هاممنى...لكن كان لازم يعرف انى قبل كده مريت بتجربة زى كده

قاطعتها داليا: ماتبطلى يا بنتى بقى كلام الافلام و المسلسلات ده...مفيش دلوقتى حد خصوصا اللى بيتجوزا صالونات بيقبل كده ... يكونوا صايعين ولافين بره ..و بعدين يقول انا هروح اتجوز واحدة تربيلى العيال و تشيل اسمى ...بيكون فاكرها جاية من ورا الجاموسة ...وانه سوبر مان حياتها

مريم فى حزن : مقدرش يا داليا ماكنتش اقوله...انا اصلا كان ضميرى وجعنى انى ما قولتلوش بالرغم انى بعتبره موضوع تافه.. بس فى الاخر اتفقت مع نفسى انى هستنى اى فرصة يتفتح فيها الموضوع و اقوله الموضوع فى وسط الكلام

قالت داليا فى سخرية: تمويه يعنى ...وهو يختى التمويه جه على دماغك...اشربى بقى

بدات دموع داليا تتساقط وهى تقول: انا اتعلقت بيه و اتعودت عليه اوى...كنت بدات احس اننا خلاص بقينا واحد ..وحسيت ان كل الحواجز بينا راحت ...وعشان اريح ضميرى ناحيته قوللته

قاطعتها داليا مستنكرة : ضمير ايه يا بنتى

ثم اعتدلت فى جسلتها وقالت فى هدوء واثق: انا عندك اهو....اعترف انى عرفت كتير فى فترة الكلية ...بس بعد كده ربنا هدانى و بطلت اصاحب و باعتلى حب عمرى احمد ....وانا عرفت اقدر النعمة اللى فى ايدى دى ...وماقعدتش احكيله فى حكايات احنا فى غنى عنها....واديكى شايفة اهو ربنا عالم ....انى من ساعة ما عرفت احمد وانا عينى دى مش بتحود بس كده تبص على اى واحد تانى ...و لو حصل واى حد جه كلمنى...ماببقاش شايفة حد قدامى....والموضوع ده مش مؤقت ...اديكى شايفة انا وهو اهو اتخطبنا سنة و وكاتبين كتبانا بقالنا 6 شهور ..ومخلصاله جدا وماوقعتش بلسانى زى ما انتى اتوكستى كده

سالتها مريم: يعنى عايزة تقنيعينى ان احمد ما سألكيش على أى تجربة ليكى قبل ما تعرفيه؟؟؟

ردت داليا فى سرعة: طبعا سألنى....قلتله انى عمرى ما صاحبت و كده ...وان كان كل علاقاتى فى الكلية كانت زمالة و بس...بس معجبينى كانوا كتير و ان انا كنت بنفضلهم ههههه

ضحكت مريم فى سخرية وقالت فى مرارة: يا سلام على التحوير

قالت لها داليا فى شرود: بصى يا مريم لو عايزة تعيشى لازم تتكيفى مع الواقع اللى انتى فيه...الولاد بيحاولوا يقنعونا انهم بقوا متحضرين و بتاع وانهم مؤمنين بالمساواة والبنت زى الولد و كده...لكن صدقينى كل واحد فيهم لما بيجى يتجوز بيرجع 60 سنة لورا ...لسه نظرية انا ولد الف وادور و اعمل اللى انا عايزه لكن البنت ماينفعش تعمل اى حاجة...دى جينات يا بنتى وافكار مترسخة فى دماغهم بيتولدوا بيها ...انا ما قولتش ان الصحوبية حاجة صح ...غلط ماشى على عينى وراسى ...لكن معلش غلط على الاتنين... ولد و بنت.

نظرت اليها مريم فى يأس وقالت: يعنى يا اختار ...يا اكون كدابة فى نظر نفسى و محترمة قدامه
يا اما ابقى صادقة مع نفسى وفى نظره ابقى لفيت ودورت

قالت لها داليا فى لامبالاة : حاجة زى كده

"نقول ايه خلاص انا وانت حبيبى مفيش حاجة نقولها...واصلين لدرجة حب مفيش حد وصلها...انا ليك و......"

انطلقت تلك النغمة من موبايل داليا ...التقطته على الفور ....وهمست لمريم فى نشوة:
ده أحمد
ورأت مريم عينا داليا التمعت ووجدت الأخيرة تقول فى دلال مصطنع: ايوه يا ميدو....ازيك ...طب بجد بجد وحشتنى....هههههههه ماشى لما اشوفك بس ....هههه بس بقى مش وقت الكلام ده....ماشى يا حبيبى ...لا هرجع على طول ....يوه بقى عليك...مانا قولتلك انى هعدى على مريم ...مش هتاخر متخفش ....طب خلاص النهاردة ان شاء الله....وانت كماااااان ....ههه اوك سلام

شعرت مريم بنار الغيرة تكوى قلبها ....قاومت شعورها وحاولت ان تبدو طبيعية ... نهضت داليا وقالت وهى تغلق حقيبتها: بصى يا ريمو ...انا لازم امشى دلوقتى...عشان احمد هيجى النهاردة ان شاء الله يسهر عندنا ...ولازم ارجع اوضب البيت و كده و احضر الاكل مع ماما...
ماتزعليش نفسك يا مريوما...بكرة ان شاء الله هيجيلك اللى احسن منه...انتى بس اسمعى كلامى


طبعت قبلة على رأس مريم وقالت وهى تغادر: هبقى اكلمك بليل ان شاء الله بعد ما احمد يمشى

********************************
المكان :منزل الدكتور محمد سعيد صالح- الصالون
الزمان: 25/5/2007
*********************************
*ههههههههههه مش قادرة يا مصطفى كفااااية همووووووووت من الضحك حرام عليك بجد كفاية

-يا بنتى اومال لو كنتى حاضرة الموقف كنتى هتقولى ايه ...ده كنت قاعد هتشل....البت كانت حطالى صورة مش عارف مين على النت..ولما قابلتها....حسيت انى بقابل واحد صحبى...ههههههه..كنت قاعد معاها زى اللى قاعد فى تاكسى مافتحتش بؤى بكلمة...وقاعد مستنيها تقوم...يلا بقى كانت ايام الشقاوة...ربنا هدانى الحمد لله

*هههههه مسخخخرة

-اى خودعة يا فندم
ثم نظر اليها فى حب وقال :
واحنا نطول اننا نبسط سيادتك

ابتسمت مريم فى خجل : انت مش بتعرف تتكلم جد ابدا

يا ستى واقلبها جد ليه ...ما احلى التهيس....بس عارفة على اد مانا كده ...على اد مانا لما بتربس بتربسسسس ...فى حاجات معينة بقفش فيها

نظرت اليه مريم فى تردد وقالت فى حذر : خير و حضرتك بتقفش فى ايه بالظبط عشان نبقى نتجنبه

ابتسم وقال فى رومانسية: يا روما انتى أحلى حاجة حصلتلى..حاجة بيور كده و جميلة ...مش ممكن اقفش عليكى ابدا ...اى حاجة بتضايقنى أكيد مش فيكى

قالت مريم فى مرح مصنطنع : وايه بقى الحاجات اللى مش فيا ...عشان اروح اشكرها ...انها خلتنى انول الشرف ده

نظر اليها وقال : اول حاجة النفاق...الناس اللى بوشين دول ...بيدخلوا فى البلاك ليست عندى

تنفست الصعداء فى داخلها وقالت فى ارتياح : وتانى حاجة؟

رد عليها فى سرعة : الكدب ..
اللى بيكذب عليا فى حاجة حتى لو فى حاجة صغيرة اوى ...بيقع من نظرى على طوله
مهما كان غالى عليا ...والموضوع ده خسرت بسببه صحاب كتير و .....

لم تسمع مريم بقية الكلام فقد ذهب ذهنها بعيدا و اعتصر الالم قلبها بلارحمة و شعرت ان لعنة الماضى ما زالت تطاردها....شعرت بغصة فى حلقها ...وتذكرت ثانى لقاء بينها و بين مصطفى وكانت اول جلسة لهم بمفردهم بعد أن تقدم لها وكانت لم تعتد على الكلام معه بعد ....وسالها وقتها سؤال واضح و صريح :
مريم لو عندك اى حاجة عايزة تقوليها قوليها ....اى حاجة انتى شايفة انها لازم تتقال ماتخبيش عنى حاجة ..انا بحب الصراحة فى كل حاجة

شجعها سؤاله المبهم على تجاهل الرد بصدق على سؤاله وقالت لنفسها:
هو ما سالنيش بشكل مباشر ...يبقى مفيش داعى احكيله...كده يبقى مش كدب

رغم علمها بما يرمى اليه سؤاله

" مريم انتى روحتى فين"
قطع صوت مصطفى حبل أفكارها
*هه.... اه سورى يا مصطفى سرحت مش عارفة مرة واحدة

قال فى غضب مصطنع: فى مين هانم ؟؟انطقى
وبدأ يلوح بقبضته وكأنه سيضربها

نهضت مريم وقالت فى مرح مصطنع: مفيش فايدة فيك ...على طول قالبها مراجيح ...ان شاء الله هنخلف قرود ونسانيس لما نتجوز

تشرب عصير؟؟

*******************************
المكان : منزل المهندس مصطفى محمود على
الزمان : 20-11-2008
******************************
*مصطفىىىى يا مصطفى

-ايوه يا مريم ايه الغارة اللى انتى عملاها دى

*بنده عليك بقالى ساعة مش بترد
-يا شيخة...بقى بقالك ساعة بتنادى ...ايه الفشر ده

*هههه اهو ده اللى بخده منك ...كنت بتعمل ايه

-كنت بحلق دقنى...
*بتحلق دقنك ليه

-عشان هنخرج ان شاء الله

*فين؟
النهاردة...جاتلى دعوتين تبع النقابة ...حفلة معمولة بمناسبة رأس السنة الهجرية ...وعاملين سهرة كده فى فندق سونستا ...فقلت نروح

نظرت له مريم فى كسل وقالت: انا مكسلة اوى يا صاصا .وحاسة انى مش قادرة

قال لها مصطفى معاتبا: مريم بطلى بقى...انتى محسسانى انك اول واحدة تحملى فى مصر كلها...مش فاهم انتى ايه كيفك فى قاعدة البيت

مريم : والله تعبانة النهاردة

مصطفى فى ضيق:على فكرة دى تالت خروجة تبوظيها الاسبوع ده..براحتك يا مريم

مريم:لا لا خلاص ماتزعلش يا صاصا
ثم استطردت فى ضجر مصنطع : هروح خلاص اومرى لله

**************************
*بجد المكان تحفة

- عشان تبقى تسمعى الكلام لما اقولك نروح حتة تروحيها على طول ...كان زمنا دلوقتى قاعدين على الكنبة بنفقر قدام العاشرة مساء

ضحكت مريم ونظرت له وقالت: طبعا يا بنى ...مانا صاحبة الفكرة اصلا

نظر اليها وقال فى مرح : اه مانا أخدت بالى

وبعد عدة وصلات من الانشاد الدينى و عزف الالحان الشرقية

حبيبتى بقولك انا رايح الحمام و جاى
اوك ماتتاخرش
ههههه مش بايدى الوقت فى الحاجات دى

ابتسمت لداعبته...ظلت تتابع العروض امامها بدون اهتمام...واخذت تتلفت وتتأمل من حولها ..و فجأة توقفت عيناها عند مائدة

واخذت تحملق فى الشخص الجالس بصحبة رجلين اخرين...شعرت لثانية او ثانتين ان عقلها توقف عن التفكير ثم تسارعت الافكار امامها
وقالت فى داخلها: ده محمد بتاع الكلية
يخرب بيييته ...ايه اللى جابه ده....مش ممكن ...بقى بعد السنين دى كلها اقابلله صدفة ...ومع جوزى..هو الجدع ده ورايا ورايا

شعرت بان ضربات قلبها تتلاحق و بدات تسترجع شريط الذكريات القديم...ورد فعل خطيبها الاول عندما علم بموضوعه ...لم ينتبه اليها محمد....كان منشغلا بالتحدث مع من بجواره
حاولت ان لا تظهر له ..واشاحت بوجهها فى جهة اخرى.

ولكن دائما تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن ...وكأنها باشاحتها هذه نبهته فالتفت حوله بدوره ونظر اليها ثم ادار عينيه فى اتجاه اخر

الحمد لله مافتكرنيش هكذا قالت لنفسها
واخذت تهدا من نفسها وتقول لنفسها يمكن يكون مش هو اصلا..اه ممكن ...ليه لا

و اخذت تقول لنفسها ...لما مصطفى يجى هقوله انا تعبانة عايزة اروح

نظرت الى محمد ثانية لكى تتاكد من انه لم يلحظها...وكانت هذه غلطة عمرها ...فقد تلاقت اعينهما..وهنا انتبه الاخير...وظل محملقا فيها و كأنه يتذكر وجهها...امتقع وجهها و حاولت تحاشى النظر اليه و ...

" انا جيت "

انتفضت مريم ..ونظرت الى مصطفى فى ذعر ..ثم قالت فى ضيق
خضتنى
نظر اليه مصطفى فى حيرة وقال لها :
سورى ماكنتش قاصد.

مصطفى بقولك ...انا حاسة انى تعبانة و عايزة اروح

مالك يا مريم فيكى ايه...ماكنتى كويسة؟؟

مريم فى لامبالاة مصطنعة: يعنى عادى...انا بس حسيت انى زهقت و كمان عايزة افرد ضهرى شوية

طب على الاقل استنى نشرب اى حاجة ...احنا ماكملناش ساعة على بعضها

اطلب انت انا مش عايزة ماليش نفس

نظر اليها فى تحفز ...وبدأ يتاملها وقال لها: مالك يا مريم انتى شكلك مش تعبان... انتى مضايقة

يوه بقى يا مصطفى ...يعنى هيكون مالى فى ايه

كانت تنظر فى عينيه مباشرة ....لاحظت فجاءة انه لا ينظر اليها وانما يركز فى بقعة ما خلفها

مريم هو فى حد هنا ضايقك؟؟

لا لا مفيش ليه بتقول كده

فى واحد قاعد فى الطرابيزة اللى ورانا من ناحية اليمين... عينه مانزتلش من على طرابيزتنا ..انا لاحظته من ساعة ما جيت من الحمام...بس قلت يمكن صدفة

لا لا مفيش اى حاجة...عادى يعنى ...وهى يعنى الناس هنا وراها ايه غير انها تتفرج على بعض

نظر اليها فى شك ...وكأنه يحاول ان يستشف الحقيقة من عينيها...ثم قال:
اوك ...انا رأيى اننا نقوم ....القاعدة دمها تقل

وكأنها تنتظر منه ذلك فهبت واقفة على الفور ....و امسك بيدها و هموا بالمغادرة

" مريم"

تجمدا فى وقفتهما و استدارا فى بطىء
كان هو محمد ....كان مرتبكا قليلا...ثم ابتسم وقال

معلش انا اسف ...انا اصلى كنت بشبه على المدام ...وحسيت انى ضايقتكوا بنظراتى

قال له مصطفى فى تحفز:
مين حضرتك

ارتبك محمد قليلا ثم قال: انا كنت زميل مدام مريم فى الجامعة ...واضح انها مش فكرانى

شعرت مريم بخوف بداخلها ...تمنت وقتها لو لم تولد ابدا.. وقالت فى صوت متحشرج: اه معلش سورى ماكنتش فاكرة اوى....ازيك

مصطفى فى ود مفتعل : مش تعرفينا

ابتلعت مريم ريقها فى صعوبة وقالت : المهندس مصطفى جوزى ....المهندس محمد كان زميلى فى الجامعة

مصطفى فى سخرية مغلفة بمرح: طب كويس انك افتكرتى الاسم كمان اهو

ثم ابتسم فى دبوماسية مصطنعة قائلا: اهلا وسهلا يا بشمهندس...فرصة سعيدة

محمد: انا اسعد يا فندم...كل سنة وانتو طيبين ...بعد اذنكم

ظل مريم و مصطفى واقفين قليلا....استدار مصطفى و وقال وهو يسبق مريم:

يلا يا مدام

**************
ظل الصمت هو سيد الموقف فى السيارة طوال الطريق...لم ينطق مصطفى ببنت شفة...ظلت مريم ترمقه بطرف عينها من حين لاخر...كان محكم قبضته على عجلة القيادة بشدة...وكانت قيادته عصبية وسريعة جدا

* براحة شوية يا مصطفى...دى تانى اشارة تكسرها
- مريم انتى مش عايزة تقوليلى حاجة؟؟
* حاجة زى ايه؟؟
- اى حاجة
*لا

دخل مصطفى شارع جانبى و اوقف السيارة بعنف فاصدرت الاطارات صريرا عاليا ...وقال فى عصبية:

يعنى انتى متاكدة ان مفيش اى حاجة حصلت محتاجة توضيح ؟؟؟؟

ظلت مريم صامتة ...واغرورقت عيناها بالدموع و لم تنبس بننت شفة

اروح الحمام 5دقايق ارجع الاقى وشك اصفر و متنحة و عايزة تمشى مرة واحدة بالرغم من 5 دقائق بس كان المكان عجبك وكنتى مبسوطة ...وبعدين الاقى اخ فى الطرابيزة اللى جانبينا عينه ما نزلتش من علينا...واسالك تقولى ان مفيش حاجة...وبعدين الاقى الكابتن جاى ورانا وبيناديكى باسمك ...وانتى الحمد لله رجعتلك الذاكرة وقتها مرة واحدة وافتكرتيه باسمه كمان.....تفتكرى كل ده مش محتاج اى توضيح

كان زميلى فى الجامعة يا مصطفى مانا قلت كده

طب وطالما هو كان زميلك ممكن اعرف ليه كدبتى وقولتى انك ماتعرفوش

انا ماكدبتش يا مصطفى ...انا بس ماحبتش اضايقك

اه وانتى تفتكرى انى كده ماضيقتش وبعدين انا اصلا مش بالع حكاية زميلى دى....اولا شكله اكبر منك يعنى مش دفعتك ...كمان خوفك و خضتك لما شوفيته فى المكان بتقول غير كده...وتفتكرى انا ايه ممكن يضايقنى انك تشوفى زميل ليكى صدفة...وبعدين نظرته ليكى لما قولتى سورى ماكنتش فاكرة ...كان ليها معانى كتيرة اوى
وعايز تفسير ليها مريم ...عشان انا قربت افقد اعصابى عليكى وماسك نفسى بالعافية

انهارت مريم تماما واخذت تبكى بحرقة واخذت تقول:
والله كان معايا فى الجامعة

بس؟

نظرت اليه للحظة ...ثم استكملت بكاءها وهى تقص عليه كل شىء...حكت له انها كانت مجرد تجربة مراهقة عابرة ندمت عليها بعد ذلك ...وانها لم تتعدى حدود الجامعة....وقصت له عن خطيبها السابق هشام ....وعن رد فعله معها بعدما اخبرته وعن كلام صديقتها داليا ....ظل صامتا و ملامحة صارمة للغاية وهو يتابعها

وبعدما انتهت ...صمت قليلا ثم قال:
يعنى انا دلوقتى الاهبل الطيشة فى الموضوع ده كله ...الكل عارف الا انا

مصطفى صدقنى انا ماكنتش قصدى انا كنت بحافظ عليك

مريم احسبى كده معايا انتى كدبتى عليا كام مرة؟؟

قالت له مريم وهى تمسك بيده وسط دموعها:
مصطفى صدقنى ..حاول تفهمنى

سحب يده من كفيها فى حدة وقال لها: طب يعنى انتى فاكرة انك كده محافظة عليا...يعنى انتى كده خلاص ضمنانى معاكى

انهارت مريم تماما وقالت: مصطفى انا بحبك والله العظيم بحبك و عملت كده عشان كنت عايزة اننا نكون مع بعض...صدقنى انا ضميرى كان بيوجعنى كتيييير اوى...وكتير كان نفسى اقولك...بس كنت بقول ليه اضايقك بموضوع قديم و مابقاش والله يهمنى فى اى حاجة ...مصطفى انا كان وقتها عندى حوالى 19 او 20 سنة ...ماتحاسبنيش على حاجة بقالها 6 سنين
صدقنى يا مصطفى... ماحصلش اى حاجة....الموضوع كان هبل فى هبل ...ارجوك يا مصطفى سامحنى ...سامحنى يا حبيبى...والله انا ماليش غيرك....واديك شايف ان انا وانت من ساعة ما عرفنا بعض وانت مالى عليا حياتى ..ومابقتش شايفة فى الدنيا غيرك...حتى صحابى مابقتش اخرج معاهم...انت حتى بتقولى ان انى بحب قعدة البيت

شعر مصطفى ببركان من الغضب بداخله....واطلق زفيرا حادا محاولا ان يهدأ نفسه ...شعر بمتناقضات بداخله ...نظر اليها وداخله حيرة غريبة بين هذين الشعورين المتناقضين
شعر بغضب لأنها...كان لها تجربة سابقة ... ولأنها كذبت عليه أكثر من مرة...ولكن انتابه شعور بالشفقة تجاهها...خاصة وانه يعلم تماما مدى حبها و اخلاصها له..ولكن سرعان ما قال لنفسه: وانا ايش ضمنى هى كدبت فى ايه تانى و هتكدب عليا بعد كده فى ايه

شعر بحيرة بالغة ..وظل ذلك السؤال يدوى داخله

أسامحها ولا لا؟؟؟؟

تم بحمد الله
1-11-2007
*************************************

وانت بقى لو مكان مصطفى هتعمل ايه ؟؟ او مكان الاولانى خالص هشام؟؟؟

يا ريت يا جماعة كل واحد فى التعليق يقولى رأية ...ولو بنت تقول كانت هتقول عن كل تجربة مرت بيها فى حياتها ولا لا...وكمان تشاركوا فى التصويت اللى معمول على يمينكوا ده...انا عملاه على صراحة البنت مع الولد...لاننا فى مجتعتنا هنا ...الولاد بيتباهوا بتجاربهم الكتيرة...وطبعا العكس مش بيكون كده مع البنت ....


وفى مقولة قبل كده قرتها ودى بصراحة كانت بداية القصة فى دماغى
ان الست يهمها انها تكون اخر واحدة فى حياة الراجل ..مايهمهاش قبلها مين؟؟؟.
لكن الراجل يهمه انه يكون اول واحد...ميهموش بعده مين؟؟
يلا بقى مسيتنة رأيكو فى الكومنتس

وادعووووووووولى عشان عندى امتحانات ميد تيرم ان شاء الله
:(:(:(

سلاااااااااااام