Saturday, August 4, 2007

الشــــــــاهدة2


"(هانا) استيقظى يا (هانا) ستتأخرين على موعدك "
فتحت (هانا) عيناها فى بطىء وأخذت تستوعب الامر حتى ساد فى جسدها قشعريرة باردة عندما ادركت ان اليوم هو اول ايام العام الدراسى الجديد . وهتفت فى داخلها
يا الهى لقد مر اليومين بسرعة رهيبة وها أنا ساضطر للخروج من المنزل بشكل مستمر وهذا سوف يعرضنى لمزيد من المخاطر . كل هذه الافكار دارت فى رأسها وهى تنهض من فراشها وعلى الفور ارتدت ثيابها وسمعت وهى تهبط الدرج امها تقول"(هانا) هيا لقد تاخرتى كثيرا (ندى ) فى انتظارك وبعد دقيقة كانت صديقتها(سارة) فى انتظارها امام المنزل لكى يذهبوا سويا الى المدرسة كعادتهم وذهب الثلاثة الى المدرسة ، واثناء اليوم الدراسى لم تسطتع (هانا) التركيز فى حرف واحد من الحصص الدراسية . كانت اعصابها ما زالت متوترة بشان الزحام فى الشوارع وارتباكها الشديد عندما تمر سيارة بجانبها وهكذا اخذت تفكر طوال اليوم واخيرا دق جرس الحصة الاخيرة وبدأت (هانا) و(سارة)و (ندى ) رحلة العودة ، ولكن يبدو ان رحلة العودة لم تكن بالسهولة التى كانت عليها رحلة الذهاب فما ان وصلوا الى الشارع الفرعى للميدان دوى فى المكان صرير اطارات سيارة كبيرة تنحنى فى حركة مباغتة وكأنها ظهرت من العدم وانفتحت نافذتها بحركة حادة و......وانطلقت نيران الرصاص من المسدس الذى برز من النافذة وكانت كل رصاصة تعرف طريقها جيدا ، وكان الهدف سهل للغاية وهو (هانا)
******************************
لسبب ما لم تدرى (هانا) ماهيته مالت الى اليمين بحركة حادة فور سماعها لصوت صرير اطارات السيارة . وهذا قد افادها كثيرا فى تفادى معظم الرصاصات ، ولكن مع الاسف هذا لم يمنع اختراق بضع رصاصات لكتفها الايسر وشعرت (هانا) بخيوط من اللهب تخترق كتفها بلا رحمة وفى هذا الموقف لم تستطيع (هانا) فعل اى شى سوى اطلاق صرخة عالية ..صرخة تحمل كل معانى الالم والعذاب والغضب . وبدأت (هانا) تسقط على الارض
وامتزج صراخها بصراخ (ندى) و(سارة) و
واظلم كل شىء امام عينها
************************
"انها بخير"
"من حسن حظها ان تلك الرصاصات جاءت فى الكتف "
"من المحتمل ان تفيق بعد ساعات معدودة ان شاء- الله عز وجل-"
كل هذه العبارات ترددت داخل عقل (هانا) وبدأت (هانا) تستعيد ادراكها للامور تدريجيا وحاولت ان تفتح عينها ولكنها شعرت بثقل رهيب وكأن قوى جبارة تطبق على جفونها فاستسلمت (هانا) لذلك وتركت عقلها يستعيد صفاؤه فى هدوء . واخذت تتذكر الاحداث الاخيرة وكانت كلما تصل الى مرحلة ضربها بالرصاص يزيد الالم أكثر ، بل انها كانت تظن ان هذا كان مجرد كابوس مثل الكوابيس التى كانت تنتابعا فى الاونة الاخيرة . ولكن كانت الالام الجامحة التى بدات تنطلق من جسدها وتتزايد فى حدتها مع تخلص جسدها من المخدر الذى اعطاها اياه الاطباء.يتأكد لها ان الأمر ليس كابوسا. ووجدت نفسها تفتح عينيها فى بطى ء ونظرت حولها فوجدت رجل يرتدى معطف ابيض استنتجت على الفور انه الطبيب ووجدت الى جواره اباها وامها . واطلقت تنهيدة لكى تعلمهم انها استيقظت وعلى الفور هرعوا الى جوارها والتفوا حولها.وقالت امها وهى تبكى فى حرارة:
(هانا)حمدا لله انك بخير.
ابتسمت (هانا) فى وهن وهى تقول:
امى
قالت لها امها وهى تمسح دموعها :
لماذا لم تخبرينا؟
ردت عليها (هانا) وقد بدأت تشعر انها تستعيد ادراكها الكامل للامور :
كنتم لن تصدقونى يا امى.
همت امها بالاعتراض ولكنها صمتت باشارة من زوجها وهو يقول فى حزن:
انها على حق كنا لن نصدقها لو اخبرتنا بذلك .
حاولت (هانا) ان تدفع بجسدها الى الاعلى ولكنها لم تستطع ،فتراجعت الى وضعها الاول .تسالت (هانا ) فى وهن :
كم الساعة الان ؟
قالت لها امها و هى تجفف دموعها انها التاسعة مساءا.
قال والد (هانا) لزوجته فى تعاطف:
ينبغى علينا الذهاب الآن خاصة ان البنتين بمفردهما فى البيت و تريدان الاطمئنان عليها و انتى يا عزيزتى ينبغى ان ترتاحى لقد كان يوما طويلا، و كما ترين ان (هانا) اصبحت بخير . بتر هذه العبارة ثم صمت للحظة ثم قال فى صرامة :
و لكن اقسم اننى لن اترك هذا الامر يمر بهذ السهولة و سوف اجعل المعتدين عليك يا (هانا) يدفعون الثمن غاليا.
نظرت اليه (هانا) فى حزن بالغ دون ان تنطق بكلمة فقال لها والدها :
غدا ان شاء الله سوف تأتى النيابة لأخذ اقوالك بالتفصيل ...لم نستطع فعل هذا اليوم لانك كنت نائمة معظم اليوم.
طبعت ام (هانا) قبلة على وجهها و هى تقول لها :
غدا ان شاء الله سوف احضر لك فى الصباح الباكر.
و انصرفا والدا (هانا)، و ظلت (هانا ) شاردة تتذكر كل ماحدث اليوم و تعيد ترتيب افكارها ......من الواضح ان الأمر لن ينتهى بسلام و ان المجرمين قد اتخذوا قرار الخلاص منها و لن يتراجعوا عنه و عندما وصلت (هانا) لهذه النقطة سرت فى جسدها قشعريرة باردة و شعرت بخوف رهيب و قالت فى عصبية و الدموع تنزل من عينيها :
تبا لهم ..ما الذى يريدوه منى .....انا لم افعل اى شىء يضرهم .اننى حتى انكر ماهيتهم ...وحاولت النوم ولكنها لم تستطع ظلت مغلقة لعينيها تحاول الاسترخاء وظلت هكذا بعض الوقت و.. فجأة سمعت صوت مكتوم بالخارج تلاه صوت ارتطام شىء على الارض بقوة ... شعرت (هانا) بخوف كبير و بحركة غريزية نهضت من فراشها و اختبئت خلف الباب و .....و انفتح الباب فى قوة ورأت رجل يدلف الى الحجرة ....كانت تعلم انه ليس طيبيا باى حال من الاحوال و على الرغم من ان هذا الرجل كان يعطى لها ظهره الا انها عرفته على الفور .انه احد المطاردين لها ....حبست (هانا) انفاسها فى رعب .و ظل الرجل للحظة يحملق فى الغرفة الفارغة و كأنه متاكد من وجود (هانا) بها .....وفور ما ان اتجه الى الحمام للبحث عنها .عدوت (هانا) خارج الحجرة و عندما خرجت وجدت جثة رجل الشرطة الذى ترك لحراستها ملقى على الارض و هنا عرفت مصدر صوت الارتطام و لكن هذا لم يمنعها من استكمال عدوها بكل قوتها كانت تشعر بالالام جامحة فى كل عظامها و شعرت ان جرح كتفها بدا ينزف و لكنها لم تتوقف عن العدو ....كانت الممرات خالية تماما و لاحظت (هانا) وهى تعد ان الممرت كثيرة و متشابكة و لكنها كانت تعدو فقط ولا يهمها شىء اخر و ..... و فجاة و جدت (هانا) عند نهاية الممر المساعد الثانى و لقد عرفها على الفور و انطلق يعدو خلفها ........اطلقت (هانا) صرخات عالية و هى تنحرف الى الممر الايمن و لكنها لاحظت ان هذا الممر قصير للغاية و انه مسدود و لمحت بجانبها زر الطوراىء.........و فى محاولة يائسة منها للاستنجاد بالطوارىء كسرت الزجاج بيدها فى قوة و ضغطت على زر الانذار و انطلق الصوت المعدنى يدوى فى ارجاء المستشفى
" حالة طوارىء .برجاء اخلاء المكان ثلاث ثوانى و يبدا الا جهاز الاطفاء الذاتى "
و تكررت هذه العبارة و بالفعل بدأت المياه تنهمر من سقف المكان بدأت (هانا)تشعر باعياء شديد وبدأ نفسها يضيق ونظرت حولها فى
يأس ووجدت اسطوانة اطفاء حريق معلقة على احدى الحوائط فاخذت واحدة منها..كانت..ثقيلة للغاية و هنا ظهر الرجل عند بداية الممر وهو يعدو بمنتهى السرعة و بحركة سريعة ضغطت (هانا) بكل قوتها على زر الاسطوانة و بدات تلك المادة البيضاء تندفع بقوة خارج الاسطوانة و ووجهتها (هانا) نحو الارض ...و اخدت تعدو بوهن مستندة بيدها على الحائط وممسكة بجرحها باليد الأخرى..و لثانية لم يفهم الرجل لماذا فعلت هذا ( هانا) و لكنه فهم مقصدها عندما عدى فوقه و كاد ان يفقد توازنه .....فلقد نتج عن اختلاط المياه النازلة من سقف المكان مع تلك المادة بصنع شىء اشبه برغوات الصابون مما جعل الارض لزجة تحته.....و كاد بالفعل ان يفقد توازنه و قال فى سخط وهو يهدأ من سرعته:
ايتها الحقيرة.......اقسم اننى اذا نلت منك ساقتلك بابشع وسيلة و سادفعك الثمن غاليا .
شعرت (هانا) بدورا عنيف يجتاح راسها وبدأت سرعة عدوها تقل و انحرفت الى ممر جانبى و ........وجدت الرجل الاول الذى تركته فى غرفتها امامها بالضبط حتى انها كادت ترتطم به .حاولت (هانا) الفرار منه و لكن يده كانت اسرع منها عندما امسكها بقوة .فقالت له بانهيار وهى تحاول التملص منه وكانت تقاوم الغيبوبة التى بدأ عقلها يستسلم لها:
ماذا تريدون منى .
لم يرد عليها و لكنها عرفت الجواب عندما وجدته يمد يده داخل سترته و يستل مسدسه كاتم الصوت منه و يصوبه نحو رأسها تماما و الصق فوهة المسدس بقوة فى صدغها و عرفت (هانا) انه النهاية و اغمضت عينيها فى قوة و ..و دوى صوت الطلقة عاليا ومع سماعها صوت الطلقة اطلقت (هانا) صرخة عالية و لكنها لاحظت وهى تصرخ انها لاتشعر بأى الم.. فتوقفت عن الصراخ .....و فتحت عينيها ببطىء و هنا فهمت كل شىء لقد وجدت عند بداية الممر رجال الامن يصوبون مسدسهم نحوها و وجدت الرجل الذى كاد ان يقتلها من لحظة جثة هامد على الارض وممسكين بالرجل الثانى. حاولت (هانا) السير الى رجال الامن و لكن كان ذلك الدوار يمتلكها لدرجة كبيرة و شعرت بطنين عنيف فى اذنيها و ....و تركت (هانا) نفسها تهوى فى اعياء على الارض ........كانت تشعر ان كل شىء حولها قد تداخل لم تعد تدرى ان كانت فى وعيها ام لا كانت تشعر برجال الامن وهم يحملوها و بدأ هذا الوعى يذهب بالتدريج و اظلمت الدنيا امام عينها
**************************
فتحت (هانا) عيناها دفعة واحدة و وجدت نفسها فى غرفتها بالمستشفى و لاحظت ( هانا ) ان ضوء الظهيرة قد ملىء ارجاء الحجرة و وجدت امها الى جانبها و التى اندفعت نحو ( هانا) فور ما استعادت و عيها و هى تقول وسط دموعها:
حبيبتى لقد انتهى كل شىء لقد قبضوا على هؤلاء الرجال انتى الان فى امان .....نظرت اليها (هانا) فى تشكك للحظة ،فابتسم والدها و هو يقول:
هذه المرة نحن متاكدون ..........لقد تم القبض بالفعل على العصابة كلها
قالت ( هانا) فى دهشة :
عصابة!
ابتسم والدها وهو يجلس :
سوف اقص عليك الامر .هناك رجل اعمال يدعى (فهمى الدميرى) يتاجر فى المخدرات و بالطبع يتخذ المشروعات التجارية ساتر له .......هذا الرجل اكتشف بطريقة او باخرى ان (جلال) هذا يتاجر فى افلام لم توافق عليها الرقابة و محظورة من تداولها و بدأ يهدد ( جلال) بأنه سيبلغ عنه مباحث المصنفات و اجبره على ان يجعل من متجره الكبير مخزن للمخدرات اذا احتاج اليه .....و ظلوا هكذا لعدة شهور ..........و يبدو ان ذلك الثرى قد قرر الاستغناء عن ( جلال) و قرر ان يتخلص منه
و كان من سوء حظك انك دخلتى على رجاله وقت عملية القتل
.
شعرت (هانا) بحزن على (جلال) و قالت :
كم كانت نهاية حزين له
نظرت اليها امها فى حنان و قالت وهى تطبع قبلة على راسها:
حبيبتى حمد لله انك بخير هذا ما يهمنا الان .
ابتسمت (هانا) فى ارتياح و غممت قائلة :
انتى محقة يا امى ......حمد لله اننى نجوت ..هذا هو المهم الآ
ن
تم بحمد الله
سنة2000



6 comments:

sherif gharib said...

طبعا انات سعيد جدا ان انا اول تعليق
انتى حسستينى ان انا بقرا روايه من روايات رجل المستحيل
انا مش عارف اذا كانت القصه حقيقيه و اللا لا
بس انا بجد اتشديت قوى لاحداثها
انا كنت فاكره هيطلع حلم فى الاخر لكن صدمت بالنهايه
و فى النهايه انا عايز اقول انه ياما فى المستشفى مظاليم
تحياتى
انتى فينك من زمان

Unknown said...

الحمدلله دايما النهاية بتبقي في صالح البطل توقعت ان ربنا مش هيسبها
المهم حمدلله علي سلامة هانا بنت قوية قوي انا لو ماكنها كنت زماني ميتة دلوقتي بقالي سبع سنين
حاولي بقي تعملي قصص تانية بس يبقي البطلة اسمها علي اسمي
:)
وعم جلال دة طلع وحش قوي
ماكنتش اعرف انة لية في الصنف
بس لية سميتي القصة الشاهدة علشان هانا يعني الشاهدة الوحيدة
بس هي ولا راحت ولا شهدت عليهم لو كنت حبيتي تغيري الاسم كنتي سمتيها اية
وصحيح يانوني
انا لو من اهلها كنت قعدت معاها بدل ما هي مش عارفة تعمل حاجة غير انها تطبع قبلات
ولا اية
يلا كفاية عليكي كد
باي نوني

زى الهوا said...

كلللللللللللل دى حكاية , بس حلوة اوى وفعلا شدتنى انى اكملها , وطنط هنا تعبتلنا اعصابنا معاها

شاب نفسة يحقق حلمة said...

ياه تعبت اوي من كتر النزول
بس بجد حلو اوي الحكايه دي
بجد حلوه اوي وتشد الواحد انه يكملها
تحياتي ليكي
وان شاء الله هعملك اعلان لمدونتك لوحدك بس
بس قولي يارب اقدر احقق الحلم ده
سلام
وعلي فكره انا ضيفتك عندي ده لو مكنش يضايقك يعني
سلام

NeRmeeN said...

شريف غريب

ازيك يا شريف
طبعا لازم تحس انك بتقرا حاجة لنبيل فاروق
عشان انا الراجل ده اسلوبه فى دمى...ابتديت اقراله وانا فى تالتة ابتدائى تقريبا

وفعلا ياما فى المستشفى مظاليم :ي

تحياتى

____________________________

my hopes

اكيد طبعا يا مونى لازم الخير ينتصر ..يعنى كل الافلام بتعمل كده اشمعنى انا اللى هشرد عنهم

طبعا عم جلال ده طلع راجل مش ولا بد ..راح مطرح ما راح

اما بالنسبة لام هانا ...يا ستى انا خلتها تروح من المستشفى بدرى عشان المخرج عايز كده ...يعنى لوكانت امها موجودة ..كان الراجل دخل خلص عليهم كلهم.. يرضيكى كده
كمان انا دخلت هانا مستشفى نضيفة يعنى مش هيردوا ان حد يبات معاها بليل ..وبالنسبة للقبلات يا ستى واحدة حنينة انتى مالك انتى :p

______________________________

زى الهوا

اهلا بيكىىى
ميرسى على رايك فى القصة
يا ريت ماتكنش اخر زيارة ليكى
وعلى فكرة انا دخلت مدونتك ...شيك جدا والوانها طفولية و بريئة :ي

ميرسى على مرورك هنا و ياريت تيجى تانى

تحياتى

_______________________________

شاب نفسه يحقق حلمه

يا اهلا وسهلا بالكابتن الزمالكاوى

اولا ميرسى لمرورك هنا
ثانيا ميرسى انك حطيت لينكى فى مدونتك ولو ان ده بردو مش هيخلينى اتراجع عن الاعلان اللى هتعملهولى ان شاء الله :ي

ثالثا بقى
ميرسى انك استحملت وقريت القصة العجيبة دى :ي
انا شخصيا بزهق منها :ي

تحياتى

mohand said...

السلام عليكم

هانا

مشكوره يا هانا

قريتها يا نرمين

مكنتش اعرف انك نزلتي التكمله بسرعه كده
مش متعود منك علي السرعه في البوستات

حلوه بجد علي اد سنك سنه 2000